رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,863
- الإقامة
- مصر
هل للسيد البدوى وجود ؟
هذا السؤال واجب طرحه على مائدة البحث :
هل السيد البدوى شخصية لها وجود حقيقى بمعنى :
هل عاش فرد اسمه أحمد البدوى على أرضنا هذه أم أنه أسطورة من أساطير التاريخ الكاذب الذى صنعه الكفار حيث تمت صناعة أبطالنا وخونتنا وغيرهم لنعيد ونزيد فيهم ؟
فى الأسبوع الماضى قرأت كتاب السيد أحمد البدوى لعبد الحليم محمود وهو أحد شيوخ الأزهر وواحد من قلة من المتصوفين الذين تولوا مشيخة الأزهر
كنت أمنى النفس أن أجد معلومات عن الشخصية التى هى عنوان الكتاب فى الكتاب المكون من حوالى 125 صفحة ولكن للأسف الشديد المعلومات عن الرجل لا تتجاوز صفحة أو اثنين
السؤال :
ماذا فعل عبد الحليم محمود لكى يسود تلك الصفحات ؟
الإجابة :
لم يفعل أى شىء سوى الحديث عن التصوف وأخلاق المتصوفين وأما السيد البدوى فلا وجود له إطلاقا سوى اسمه وهجرة أبيه به من المغرب إلى الحجاز وسفره إلى مصر للسكن فى طنطا أو طندته كما كانت تسمى فى القديم وتحدثه عن مدرسة السطوح التى كان يربى فيها البدوى مريديه ومقابلة الظاهر بيبرس له وانتمائه لمدرسة البدوى كما تحدث عن حكاية الفقيه ابن دقيق العيد معه وتحدث عن اشتغال البدوى بالعلم وأنه كان شافعى المذهب ونسب إليه كتاب الكفاية وينفى عبد الحليم محمود أن يكون الكتاب له لأنه موجود قبل ولادته
هذه المعلومات القليلة النادرة ليس عليها أى توثيق فى الكتاب إلا نادرا وكأن السيد البدوى لم يكن شخصا شهيرا ولا شخصا مشاركا فى الأحداث فى عصره
قطعا فى الوجدان الشعبى نجد حكايات كثيرة ولكنها ليست موجودة فى كتب التاريخ ومن أشهرها :
حكاية الخبز :
أنه وهو طفل كانت أمه تخبز الخبز فى التنور وهو الفرن وكلما أخرجت بعض من الأرغفة أخذها الطفل وأكلها وفى نهاية الخبيز اتضح للأم الكبيرة أن ابنها أكل الخبزة التى تطعم العائلة أسبوعا أو أكثر وهو قاعد فى ساعة أو اثنين
وهى حكاية لا يمكن تصديقها فأى بطن هذه التى تتسع لمئات الأرغفة إلا إذا كان الطفل من المجانين الذى يأكل ويتبرز وهو قاعد يأكل ؟
وحتى لو كان مجنونا فلن يأكل هذا الكم الذى يكفى عشرات الرجال والكبار السن منا فى الريف يتذكرون أن طشت العجين كان يزن حوالى خمسين كيلو عندما ينتفخ العجين عند تخمره وأن الطشت كان يملآ صندوق كنبة من ذوات العينين أو أكثر .
حكاية التبول من فوق السطوح :
فى الوجدان الشعبى أن السيد البدوى كان يعيش على سطح البيت أو سطح المسجد فى طندته وأن ما كان يفعله على السطح هو أن يقف ويتبول على المارة فى الشوارع المحيطة بالبيت
وهى حكاية تبين أنه رجل مجنون فمن هذا الذى يقف ويكشف عورته ويتبول فوق رءوس الناس إلا رجل مجنون ؟
بالطبع قد يفسر بعض الجهلة ذلك بأن الرجل كان يوزع بركته على الناس من خلال بوله
الحكاية الثالثة :
أن السيد البدوى فعل ما لم تفعله فرق الجيش الأيوبى كاملة فى معركة المنصورة وهو :
أنه جاب اليسرى
والمراد أحضر الأسرى من عند الصليبين بمفرده وهو كلام لا يمكن تصديقه لأن كتب التاريخ فى ذلك العصر لا تتحدث إطلاقا عن أحمد البدوى
فى مقابل كتاب السيد أحمد البدوى والذى يمجد فيه نجد كتاب أحمد صبحى منصور السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة وهو كتاب أفضل من كتاب عبد الحليم محمود لأن الرجل متخصص فى التاريخ وجلب المعلومات من الكتب المختلفة ومع أن هذا الجانب التاريخى لا أصدقه فالأهم فى كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة هو :
مناقشته لخرافات الصوفية
وقد انتهى الباحث فى كتابه إلى أن أحمد البدوى هو أحد دعاة الشيعة الكبار فى مصر وأنه نتيجة الخوف من الظاهر بيبرس لم يقدر على اظهار حركته الشيعية وخوفا من سيف السلطان اشتغل بعلوم أهل السنة حتى لا يقوم بيبرس بالتخلص منه كما تخلص من أسلافه وغيرهم ممن كانوا يدبرون المؤامرات فى عهده وقبل عهده
وقد أورد كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة الكثير من النصوص عن البدوى فى كتب التاريخ وكتب الأدب والمخطوطات ومنها كما جاء فى الكتاب :
يروى عبد الصمد عن البدوي قوله ( فلما دخلت مكة جاءني الناس وسلموا على وهنئوني بالسلامة فأقمت عند الحسن وأخواتي .. فى ألذ عيش ..فلما كانت ليلة من الليالي إذ بهاتف يقول لى فى المنام استيقظ من منامك يا نائم وسبح فى محبة الملك الدائم وسر إلى طندتا فأنك تقيم بها وتعطي وتربي بها أطفالاً يجىء منهم رجال وأى رجال ، فلما أصبحت أخبرت أخي الحسن بما رأيت تلك الليلة فقال لي : يا أحمد إمسك نفسك واكتم سرك حتى يكمل وعدك ويحل أوانك فأنا أخبر منك حتى يعاودك الهاتف ثانيا وثالثا .. فكتمت سرى ، قال الشريف حسن .. بينما كنت نائما ذات ليلة فى شهر رمضان المعظم ، وإذ بأختي فاطمة تنبهني من منامي وتقول: يا ابن والدي اعلم أن أخي أحمد قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء،وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً ، فقلت لها يا فاطمة والله قرب فراق أخي ، قال سيدي أحمد وإذا بالهاتف عاودني فى المنام وقال : يا أحمد مثل أول مرة ثم عاودني ثلاث مرات وقال: قم يا همام وسر إلى طندتا ولا تشك فى المنام . فلما أصبحت أخبرت أخي حسنا بما رأيت قال لى أخي : قد انتهى الوعد فسر فى هذه الليلة ولا تخفأن فاطمة أخت البدوي وصفته بمظاهر الجذب حين تهيأ للسفر لمصر فقالت عنه( قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء ، وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر، وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً )
( .. فبينما هم مجتمعون فى مثل ذلك اليوم إذ دخل عليهم سيدي أحمد البدوي ، فلما دخل عليهم تأملوه فإذا هو رجل أشعث أغبر ضارب اللثامين فصاحت النساء فى وجه قال الشريف حسن: ثم جعلنا نسأل عنه من المسافرين والحجاج والتجار فأعطونا وصفه، فبينما نحن نتحدث بالحرم الشريف وإذا بأقوام قد أقبلوا علينا وسلموا علينا وقالوا يا أشراف عندنا رجل قرشى أقلقنا وأتعبنا من الصياح فى الليل والنهار وما عرفنا هل هو مجنون أو مفتون وما نعرف له مخبراً وهو يقول أنه شريف من أهل مكة قال أحدهم بسنده ، ألزمنى الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن البابا بالمسير معه لزيارة الشيخ أحمد البدوي بناحية طندتا ، فوافيناه يوم الجمعة، فإذا به رجل طوال عليه ثوب جوخ غال وعمامته صوف رفيع والناس تأتيه أفواجاً منهم من يقول : يا سيدي خاطرك مع بقري ، ومنهم من يقول زرعي ، إلى أن حان وقت صلاة الجمعة فنزلنا معه إلى الجامع بطندتا ، وجلسنا فى إنتظار الصلاة فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة وأقيمت الصلاة وضع الشيخ أحمد رأسه فى طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وعلى حصير المسجد واستمر ورأسه فى طوق ثوبه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يصل
(أن سيدي أحمد البدوي لما دخل طندتا أتت المشايخ إليه ونظروا أحواله وسألوا منه الدعاء ، فأتاه الشيخ عبد الحليم المدفون فى ناحية كوم النجار وقال له : شىء لله تعالى ؟ فقال : إن الله تعالى قد جعل فى ذريتك الخير والبركة ، ثم أتاه الشيخ عبد السلام القليبي فقال له : شىء لله ؟ فقال السيد : قد جعل الله تعالى لك الشهرة بالولاية والفلاح إلى يوم القيامة عند الأمراء والملوك وغيرهم . ثم جاء سيدى عبد الله البلتاجي فقال: شىء لله تعالى ؟ فقال : قد جعل الله تعالى لك كل يوم حاجة تقضى إلى يوم القيامة ثم جاء جماعة من مشايخ الغربية فقالوا : شىء لله تعالى ؟ فقال: عليكم الطمس والخفاء إلى يوم القيامة فلم يشتهر واحد منهم
(يقول فيه عبدالصمد : نشأ هو وأخوه فى ناحية فيشا المنارة.. وأما الشيخ عبدالمجيد فكان يتردد على سيدى أحمد البدوي مدة طويلة وتأدب بآدابه وعرف إشارته ، وكان لا ينام الليل تبعا لسيدي أحمد البدوي ، فاشتاق يوماً إلى رؤية وجه سيدى البدوي ، وكان سيدى أحمد دائما متلثما بلثامين، لا ترى الناس منه سوى عينيه. فقال له عبدالمجيد : يا سيدي أرنى وجهك انظر إليه، فقال له : يا عبدالمجيد كل نظرة برجل .! فقال: رضيت .! فكشف له سيدي أحمد اللثامين ، فرآه فخر ميتا)
يقول الشعرانى ( فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتى عشرة سنة وكان سيدى عبدالعال يأتى اليه بالرجل أو الطفل فيطاطي رأسه من السطوح فينظر اليه نظرة واحدة فيملأه مددا ويقول لعبدالعال : اذهب به الى بلد كذا أو موضع كذا فكانوا يسمونه اصحاب السطح الجواهر
يقول الشيخ مصطفى عبد الرازق (ولكن سرعان ما أدرك السيد البدوي أنه محاط بالجواسيس من كل مكان وأن صاحب مصر قد وقف على نيته فانقلب يعلم الناس النحو والصرف وقرأ دروساً فى الفقه على المذهب الشافعي ولبث سنين لا يجتمع بأحد من السطوحية فى مجلس ظاهر"
" قد رددت المصادر الصوفية تكليف الدريني من لدن ابن دقيق العيد بتحرى أمر البدوي فقالت (أن الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد أرسل إلى سيدى عبد العزيز الدريني وقال له امتحن هذا الرجل الذى اشتغل – الناس بأمره ).أو ( أن الشيخ تقى الدين قاضي القضاة لما سمع بسيدي أحمد البدوي واشتهر أمره أرسل اليه سيدي عبد العزيز الدريني ليخبره عن حاله ) ،أو أن قاضى القضاة ابن دقيق العيد ( كان ينكر على الشيخ أحمد البدوي فأرسل كتابا إلى الشيخ عبد العزيز الدريني يقول له .توجه إلى الشيخ أحمد البدوي واسأله عن العلم فإن أجابك فأساله الدعاء وعرفني بجميع أحواله فتوجه الشيخ عبد العزيز إلى ناحية طندتا وكان المتولي بها القاضي علاء الدين ،فلما وصل الشيخ إلى طندتا قصد القاضى علاء الدين وأعلمه بأن قاضى القضاة أرسل كتابا يسمى كتاب الشجرة وفيه أحاديث وفقه وأضمر فى نفسه أن الشيخ احمد البدوي إن قرأ هذا الكتاب وأخبر بما فيه فأنا أعتقده وأرد الجواب عنه إلى قاضي القضاة فقيل له : هو فى بيت الشيخ ركين مقيم على سطح البيت فتمشى الشيخ عبد العزيز حتى وصل إلى بيت الشيخ ركين واستأذن الشيخ عبد العال فأذن له فسلم على الشيخ فرد عليه السلام وقال يا عبد العزيز من وصل إلى مقام التسليم فاز برياض النعيم جئت تسأل عن العلم وفى كمك كتاب الشجرة ."
يقول عبد الصمد عن كرامات البدوي (ومما وقع لسيدي أحمد البدوي من الكرامات أن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وكان قاضي القضاة بالديار المصرية سمع بالشيخ وأحواله فنزل إليه واجتمع به بناحية طندتا وقال له : يا أحمد هذا الحال الذى أنت فيه ما هو مشكور فإنه مخالف للشرع الشريف فإنك لا تصلي ولا تحضر الجماعة وما هذه طريقة الصالحين "
ورغم أن كتاب أحمد صبحى منصور أفضل فى المعلومات وأفضل فى بيان مخالفات أحمد البدوى وأتباعه لأحكام الإسلام إلا أن تلك المعلومات لا تثبت وجود هذه الشخصية عندى والتى هى بين قيل وقال والتى تتواجد فقط فى كتب الصوفية بينما لا تتواجد فى كتب التاريخ إلا نادرا
أحمد البدوى المعروف باسم السيد البدوى يبدو لى أسطورة لا وجود لها وأن وجوده يلخصه المثل المعروف:
نحن دفناه سويا
احنا اللى دفنينه سوا
فما يطلق عليهم الأولياء أو الشيوخ هم فى الغالب لا وجود لهم وأن من صنعوا الأضرحة وحكاياتهم كانوا مجموعة من النصابين سواء كانوا فى الحكم وهو الغالب وأنهم صنعوه لأهداف سوء وهى فى الغالب تجهيل الناس وجعلهم يعودون للوثنية والهدف الثانوى كان جمع المال وابقاء المريدين فى خدمة الحكومات وحاليا من يراجع قائمة الضباط الكبار فى جيوش المنطقة سيجد أن الكثير منهم من أبناء رجال الصوفية وكأن هناك تحالف خفى بين الصوفية والحكام والحكومات
هذا السؤال واجب طرحه على مائدة البحث :
هل السيد البدوى شخصية لها وجود حقيقى بمعنى :
هل عاش فرد اسمه أحمد البدوى على أرضنا هذه أم أنه أسطورة من أساطير التاريخ الكاذب الذى صنعه الكفار حيث تمت صناعة أبطالنا وخونتنا وغيرهم لنعيد ونزيد فيهم ؟
فى الأسبوع الماضى قرأت كتاب السيد أحمد البدوى لعبد الحليم محمود وهو أحد شيوخ الأزهر وواحد من قلة من المتصوفين الذين تولوا مشيخة الأزهر
كنت أمنى النفس أن أجد معلومات عن الشخصية التى هى عنوان الكتاب فى الكتاب المكون من حوالى 125 صفحة ولكن للأسف الشديد المعلومات عن الرجل لا تتجاوز صفحة أو اثنين
السؤال :
ماذا فعل عبد الحليم محمود لكى يسود تلك الصفحات ؟
الإجابة :
لم يفعل أى شىء سوى الحديث عن التصوف وأخلاق المتصوفين وأما السيد البدوى فلا وجود له إطلاقا سوى اسمه وهجرة أبيه به من المغرب إلى الحجاز وسفره إلى مصر للسكن فى طنطا أو طندته كما كانت تسمى فى القديم وتحدثه عن مدرسة السطوح التى كان يربى فيها البدوى مريديه ومقابلة الظاهر بيبرس له وانتمائه لمدرسة البدوى كما تحدث عن حكاية الفقيه ابن دقيق العيد معه وتحدث عن اشتغال البدوى بالعلم وأنه كان شافعى المذهب ونسب إليه كتاب الكفاية وينفى عبد الحليم محمود أن يكون الكتاب له لأنه موجود قبل ولادته
هذه المعلومات القليلة النادرة ليس عليها أى توثيق فى الكتاب إلا نادرا وكأن السيد البدوى لم يكن شخصا شهيرا ولا شخصا مشاركا فى الأحداث فى عصره
قطعا فى الوجدان الشعبى نجد حكايات كثيرة ولكنها ليست موجودة فى كتب التاريخ ومن أشهرها :
حكاية الخبز :
أنه وهو طفل كانت أمه تخبز الخبز فى التنور وهو الفرن وكلما أخرجت بعض من الأرغفة أخذها الطفل وأكلها وفى نهاية الخبيز اتضح للأم الكبيرة أن ابنها أكل الخبزة التى تطعم العائلة أسبوعا أو أكثر وهو قاعد فى ساعة أو اثنين
وهى حكاية لا يمكن تصديقها فأى بطن هذه التى تتسع لمئات الأرغفة إلا إذا كان الطفل من المجانين الذى يأكل ويتبرز وهو قاعد يأكل ؟
وحتى لو كان مجنونا فلن يأكل هذا الكم الذى يكفى عشرات الرجال والكبار السن منا فى الريف يتذكرون أن طشت العجين كان يزن حوالى خمسين كيلو عندما ينتفخ العجين عند تخمره وأن الطشت كان يملآ صندوق كنبة من ذوات العينين أو أكثر .
حكاية التبول من فوق السطوح :
فى الوجدان الشعبى أن السيد البدوى كان يعيش على سطح البيت أو سطح المسجد فى طندته وأن ما كان يفعله على السطح هو أن يقف ويتبول على المارة فى الشوارع المحيطة بالبيت
وهى حكاية تبين أنه رجل مجنون فمن هذا الذى يقف ويكشف عورته ويتبول فوق رءوس الناس إلا رجل مجنون ؟
بالطبع قد يفسر بعض الجهلة ذلك بأن الرجل كان يوزع بركته على الناس من خلال بوله
الحكاية الثالثة :
أن السيد البدوى فعل ما لم تفعله فرق الجيش الأيوبى كاملة فى معركة المنصورة وهو :
أنه جاب اليسرى
والمراد أحضر الأسرى من عند الصليبين بمفرده وهو كلام لا يمكن تصديقه لأن كتب التاريخ فى ذلك العصر لا تتحدث إطلاقا عن أحمد البدوى
فى مقابل كتاب السيد أحمد البدوى والذى يمجد فيه نجد كتاب أحمد صبحى منصور السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة وهو كتاب أفضل من كتاب عبد الحليم محمود لأن الرجل متخصص فى التاريخ وجلب المعلومات من الكتب المختلفة ومع أن هذا الجانب التاريخى لا أصدقه فالأهم فى كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة هو :
مناقشته لخرافات الصوفية
وقد انتهى الباحث فى كتابه إلى أن أحمد البدوى هو أحد دعاة الشيعة الكبار فى مصر وأنه نتيجة الخوف من الظاهر بيبرس لم يقدر على اظهار حركته الشيعية وخوفا من سيف السلطان اشتغل بعلوم أهل السنة حتى لا يقوم بيبرس بالتخلص منه كما تخلص من أسلافه وغيرهم ممن كانوا يدبرون المؤامرات فى عهده وقبل عهده
وقد أورد كتاب البدوى بين الحقيقة والخرافة الكثير من النصوص عن البدوى فى كتب التاريخ وكتب الأدب والمخطوطات ومنها كما جاء فى الكتاب :
يروى عبد الصمد عن البدوي قوله ( فلما دخلت مكة جاءني الناس وسلموا على وهنئوني بالسلامة فأقمت عند الحسن وأخواتي .. فى ألذ عيش ..فلما كانت ليلة من الليالي إذ بهاتف يقول لى فى المنام استيقظ من منامك يا نائم وسبح فى محبة الملك الدائم وسر إلى طندتا فأنك تقيم بها وتعطي وتربي بها أطفالاً يجىء منهم رجال وأى رجال ، فلما أصبحت أخبرت أخي الحسن بما رأيت تلك الليلة فقال لي : يا أحمد إمسك نفسك واكتم سرك حتى يكمل وعدك ويحل أوانك فأنا أخبر منك حتى يعاودك الهاتف ثانيا وثالثا .. فكتمت سرى ، قال الشريف حسن .. بينما كنت نائما ذات ليلة فى شهر رمضان المعظم ، وإذ بأختي فاطمة تنبهني من منامي وتقول: يا ابن والدي اعلم أن أخي أحمد قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء،وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً ، فقلت لها يا فاطمة والله قرب فراق أخي ، قال سيدي أحمد وإذا بالهاتف عاودني فى المنام وقال : يا أحمد مثل أول مرة ثم عاودني ثلاث مرات وقال: قم يا همام وسر إلى طندتا ولا تشك فى المنام . فلما أصبحت أخبرت أخي حسنا بما رأيت قال لى أخي : قد انتهى الوعد فسر فى هذه الليلة ولا تخفأن فاطمة أخت البدوي وصفته بمظاهر الجذب حين تهيأ للسفر لمصر فقالت عنه( قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء ، وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر، وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاماً ولا شراباً )
( .. فبينما هم مجتمعون فى مثل ذلك اليوم إذ دخل عليهم سيدي أحمد البدوي ، فلما دخل عليهم تأملوه فإذا هو رجل أشعث أغبر ضارب اللثامين فصاحت النساء فى وجه قال الشريف حسن: ثم جعلنا نسأل عنه من المسافرين والحجاج والتجار فأعطونا وصفه، فبينما نحن نتحدث بالحرم الشريف وإذا بأقوام قد أقبلوا علينا وسلموا علينا وقالوا يا أشراف عندنا رجل قرشى أقلقنا وأتعبنا من الصياح فى الليل والنهار وما عرفنا هل هو مجنون أو مفتون وما نعرف له مخبراً وهو يقول أنه شريف من أهل مكة قال أحدهم بسنده ، ألزمنى الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن البابا بالمسير معه لزيارة الشيخ أحمد البدوي بناحية طندتا ، فوافيناه يوم الجمعة، فإذا به رجل طوال عليه ثوب جوخ غال وعمامته صوف رفيع والناس تأتيه أفواجاً منهم من يقول : يا سيدي خاطرك مع بقري ، ومنهم من يقول زرعي ، إلى أن حان وقت صلاة الجمعة فنزلنا معه إلى الجامع بطندتا ، وجلسنا فى إنتظار الصلاة فلما فرغ الخطيب من خطبة الجمعة وأقيمت الصلاة وضع الشيخ أحمد رأسه فى طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وعلى حصير المسجد واستمر ورأسه فى طوق ثوبه وهو جالس حتى انقضت الصلاة ولم يصل
(أن سيدي أحمد البدوي لما دخل طندتا أتت المشايخ إليه ونظروا أحواله وسألوا منه الدعاء ، فأتاه الشيخ عبد الحليم المدفون فى ناحية كوم النجار وقال له : شىء لله تعالى ؟ فقال : إن الله تعالى قد جعل فى ذريتك الخير والبركة ، ثم أتاه الشيخ عبد السلام القليبي فقال له : شىء لله ؟ فقال السيد : قد جعل الله تعالى لك الشهرة بالولاية والفلاح إلى يوم القيامة عند الأمراء والملوك وغيرهم . ثم جاء سيدى عبد الله البلتاجي فقال: شىء لله تعالى ؟ فقال : قد جعل الله تعالى لك كل يوم حاجة تقضى إلى يوم القيامة ثم جاء جماعة من مشايخ الغربية فقالوا : شىء لله تعالى ؟ فقال: عليكم الطمس والخفاء إلى يوم القيامة فلم يشتهر واحد منهم
(يقول فيه عبدالصمد : نشأ هو وأخوه فى ناحية فيشا المنارة.. وأما الشيخ عبدالمجيد فكان يتردد على سيدى أحمد البدوي مدة طويلة وتأدب بآدابه وعرف إشارته ، وكان لا ينام الليل تبعا لسيدي أحمد البدوي ، فاشتاق يوماً إلى رؤية وجه سيدى البدوي ، وكان سيدى أحمد دائما متلثما بلثامين، لا ترى الناس منه سوى عينيه. فقال له عبدالمجيد : يا سيدي أرنى وجهك انظر إليه، فقال له : يا عبدالمجيد كل نظرة برجل .! فقال: رضيت .! فكشف له سيدي أحمد اللثامين ، فرآه فخر ميتا)
يقول الشعرانى ( فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتى عشرة سنة وكان سيدى عبدالعال يأتى اليه بالرجل أو الطفل فيطاطي رأسه من السطوح فينظر اليه نظرة واحدة فيملأه مددا ويقول لعبدالعال : اذهب به الى بلد كذا أو موضع كذا فكانوا يسمونه اصحاب السطح الجواهر
يقول الشيخ مصطفى عبد الرازق (ولكن سرعان ما أدرك السيد البدوي أنه محاط بالجواسيس من كل مكان وأن صاحب مصر قد وقف على نيته فانقلب يعلم الناس النحو والصرف وقرأ دروساً فى الفقه على المذهب الشافعي ولبث سنين لا يجتمع بأحد من السطوحية فى مجلس ظاهر"
" قد رددت المصادر الصوفية تكليف الدريني من لدن ابن دقيق العيد بتحرى أمر البدوي فقالت (أن الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد أرسل إلى سيدى عبد العزيز الدريني وقال له امتحن هذا الرجل الذى اشتغل – الناس بأمره ).أو ( أن الشيخ تقى الدين قاضي القضاة لما سمع بسيدي أحمد البدوي واشتهر أمره أرسل اليه سيدي عبد العزيز الدريني ليخبره عن حاله ) ،أو أن قاضى القضاة ابن دقيق العيد ( كان ينكر على الشيخ أحمد البدوي فأرسل كتابا إلى الشيخ عبد العزيز الدريني يقول له .توجه إلى الشيخ أحمد البدوي واسأله عن العلم فإن أجابك فأساله الدعاء وعرفني بجميع أحواله فتوجه الشيخ عبد العزيز إلى ناحية طندتا وكان المتولي بها القاضي علاء الدين ،فلما وصل الشيخ إلى طندتا قصد القاضى علاء الدين وأعلمه بأن قاضى القضاة أرسل كتابا يسمى كتاب الشجرة وفيه أحاديث وفقه وأضمر فى نفسه أن الشيخ احمد البدوي إن قرأ هذا الكتاب وأخبر بما فيه فأنا أعتقده وأرد الجواب عنه إلى قاضي القضاة فقيل له : هو فى بيت الشيخ ركين مقيم على سطح البيت فتمشى الشيخ عبد العزيز حتى وصل إلى بيت الشيخ ركين واستأذن الشيخ عبد العال فأذن له فسلم على الشيخ فرد عليه السلام وقال يا عبد العزيز من وصل إلى مقام التسليم فاز برياض النعيم جئت تسأل عن العلم وفى كمك كتاب الشجرة ."
يقول عبد الصمد عن كرامات البدوي (ومما وقع لسيدي أحمد البدوي من الكرامات أن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وكان قاضي القضاة بالديار المصرية سمع بالشيخ وأحواله فنزل إليه واجتمع به بناحية طندتا وقال له : يا أحمد هذا الحال الذى أنت فيه ما هو مشكور فإنه مخالف للشرع الشريف فإنك لا تصلي ولا تحضر الجماعة وما هذه طريقة الصالحين "
ورغم أن كتاب أحمد صبحى منصور أفضل فى المعلومات وأفضل فى بيان مخالفات أحمد البدوى وأتباعه لأحكام الإسلام إلا أن تلك المعلومات لا تثبت وجود هذه الشخصية عندى والتى هى بين قيل وقال والتى تتواجد فقط فى كتب الصوفية بينما لا تتواجد فى كتب التاريخ إلا نادرا
أحمد البدوى المعروف باسم السيد البدوى يبدو لى أسطورة لا وجود لها وأن وجوده يلخصه المثل المعروف:
نحن دفناه سويا
احنا اللى دفنينه سوا
فما يطلق عليهم الأولياء أو الشيوخ هم فى الغالب لا وجود لهم وأن من صنعوا الأضرحة وحكاياتهم كانوا مجموعة من النصابين سواء كانوا فى الحكم وهو الغالب وأنهم صنعوه لأهداف سوء وهى فى الغالب تجهيل الناس وجعلهم يعودون للوثنية والهدف الثانوى كان جمع المال وابقاء المريدين فى خدمة الحكومات وحاليا من يراجع قائمة الضباط الكبار فى جيوش المنطقة سيجد أن الكثير منهم من أبناء رجال الصوفية وكأن هناك تحالف خفى بين الصوفية والحكام والحكومات