
ارتفعت الأسهم العالمية إلى مستوى قياسي جديد بعد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا الأسبوع وتقييمه الإيجابي للاقتصاد الأميركي، مما عزز معنويات المستثمرين.
صعد مؤشر "إم إس سي آي لجميع الدول العالمي"، وهو من أوسع المؤشرات التي تقيس أداء أسواق الأسهم، بنسبة 0.2% يوم الجمعة، بعد أن أغلق في الجلسة السابقة عند مستوى قياسي غير مسبوق. كما ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى ذروة جديدة، في حين تراجع مؤشر التقلب (VIX) إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. وقفز مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم الآسيوية بنسبة 1.3%، متجهاً نحو أعلى إغلاق له خلال شهر.
تراجعت أسهم التكنولوجيا في آسيا كنظيراتها في الولايات المتحدة، في إشارة إلى اتساع نطاق موجة الصعود التي دفعت المؤشر العالمي للأسهم إلى الارتفاع بنحو 21% خلال عام 2025، ليصبح في طريقه نحو تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2019.
تفاؤل أسواق الأسهم بعام 2026
قالت جينا بولفين، رئيسة مجموعة "بولفين ويلث مانجمنت" (Bolvin Wealth Management Group): "يُتوقع أن يستمر الزخم حتى نهاية العام. مع بدء دورة خفض أسعار الفائدة، وقرب تولي رئيس جديد للفيدرالي، وارتفاع الأرباح، تبدو السوق الصاعدة مهيأة للاستمرار حتى 2026".أضافت: "مع تبني المزيد من الشركات للذكاء الاصطناعي، سيصبح الانتشار أوسع، وقد تبدأ قطاعات في تعزيز قوتها مقابل مجموعة العظماء السبعة (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تسلا)".
بينما ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2% ليبلغ مستوى قياسياً يوم الخميس، بقي بعض الحذر قائماً تجاه أسهم التكنولوجيا.
تراجعت أسهم "برودكوم"، الشركة المصنعة للرقائق التي تنافس "إنفيديا" على عائدات حوسبة الذكاء الاصطناعي، في التداولات الممتدة، بعد أن جاءت توقعات مبيعاتها للسوق المتسارعة أقل من توقعات المستثمرين العالية.
استقرت العقود المستقبلية لمؤشر "إس آند بي 500" يوم الجمعة في التداولات الآسيوية، بينما انخفضت عقود "ناسداك 100" الآجلة بنسبة 0.1%.
قاد مؤشر "توبكس" الياباني المكاسب الإقليمية، مع تفضيل أسهم القطاع المالي، وسط توقعات شبه مؤكدة بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. وتخلفت الأسهم الصينية عن نظيراتها، بعدما أشارت القيادة الصينية إلى أنها ستواصل دعم الاقتصاد من دون زيادة التحفيز العام المقبل.
توقعات الاقتصاد الأميركي
بعد تنفيذ ثالث خفض متتالٍ للفائدة يوم الأربعاء، أعرب رئيس الفيدرالي جيروم باول عن تفاؤله بأن الاقتصاد الأميركي سيواصل التحسن مع تلاشي التأثير التضخمي للرسوم الجمركية. وبينما أبقى مسؤولو الفيدرالي على توقعاتهم بخفض واحد فقط في 2026، يواصل المتعاملون المراهنة على خفضين.يتوقع الفيدرالي الآن أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.3% العام المقبل، مقارنة بتوقع سابق عند 1.8%، مع توقع تباطؤ التضخم إلى 2.4%.
تداول مؤشر "بلومبرغ" للدولار قرب أدنى مستوى له في شهرين يوم الجمعة، واتجه نحو ثالث خسارة أسبوعية. وظلت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات مستقرة بعد ارتفاع طفيف يوم الخميس، حين أظهرت البيانات ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأولية بأكثر من التقديرات خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر.
أسواق آسيا تحت المجهر
في مكان آخر، ارتفعت عملة "الرينغيت" الماليزية إلى أقوى مستوى لها مقابل الدولار منذ أكثر من أربع سنوات، ما يعكس تفاؤلاً بشأن اقتصاد الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا وتراجع التوترات التجارية.كانت الأسواق في تايلندا محط أنظار المتعاملين بعد أن أعلن رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول حلّ البرلمان، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة، إثر تقارير عن انسحاب حزب سياسي أساسي من دعم حكومته الأقلية.
ظل قطاع التكنولوجيا محور اهتمام المستثمرين، بعدما تبعت تراجعات "برودكوم" نتائج شركة "أوراكل" في وقت سابق من الأسبوع، ما أعاد إلى الواجهة المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة وما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية ستؤتي ثمارها.
قال بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا لدى شركة "ليغل آند جنرال إنفستمنت مانجمنت" (Legal & General Investment Management Ltd)، في مقابلة مع "تليفزيون بلومبرغ": "قلصنا تعرضنا على الأسهم قليلاً مع اقتراب نهاية العام لأننا نشعر ببعض القلق حيال اهتزازات قطاع الذكاء الاصطناعي وحالة عدم اليقين المتعلقة بموقف الاحتياطي الفيدرالي".
في أسواق السلع، صعد النحاس إلى مستوى قياسي جديد يوم الجمعة، مع ارتفاع معظم المعادن الصناعية الأخرى بعد قرار الفيدرالي. واستقر الذهب بعد ثلاثة أيام من المكاسب، بينما تم تداول الفضة قرب مستوى قياسي مرتفع، في حين تعافى النفط من أدنى إغلاق له منذ نحو شهرين.