التسنيم فى الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
3,022
الإقامة
مصر
التسنيم فى الإسلام
التسنيم فى القرآن :
المزاج من التسنيم:
بين الله لنبيه (ص)إن الأبرار فى نعيم والمراد إن المسلمين وهم المتقين فى الجنة مصداق لقوله "إن المتقين فى جنات"وهم على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة ينظرون أى يتمتعون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم والمراد يعلم من نفوسهم فرحة بالمتاع وهم يسقون من رحيق مختوم أى يشربون من عسل مصفى ختامه مسك أى مذاقه أى طعمه طعم المسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون أى فى الحصول على النعيم فليتسابق المتسابقون ومزاجه من تسنيم والمراد ومصدر العسل هو تسنيم وهو عين أى نهر يشرب منه المقربون أى يرتوى من سائلها المسلمون
وفى هذا قال تعالى :
"إن الأبرار لفى نعيم على الأرائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون "
وفى معنى تسنيم نجد في التفاسير السنية أنهم ذكروا شعرا جمع المعانى عند المفسرين فقال :
«تَسْنِيمٍ» أَيْ عَيْنٍ تَصُبُّ مِنْ عَلِ ... مِثْلُ تَسَنَّمْتُ أَعَالِي الجَبَلِ
أَوْ مِنْ سَنَامِ المَجْدِ فَهْيَ عَالِيَهْ ... في قَدْرِهَا لا بِاعْتِبَارِ نَاحِيَهْ
تُمْزَجُ للأَبْرَارِ «وَالمُقَرَّبُ» ... «يَشْرَبُهَا» صِرْفاً فَنِعْمَ المَشْرَبُ "
ونجد البعض اكتفى بما فى كتاب الله فقد روي عن عبدالله قال : تسنيم عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا "
و نجدها مجهولة كما روى عن ابن عباس في قول عز وجل : {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} قال : هذا مما قال الله تعالى : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} "
ونجد كلام لا يمكن عقله ككونها عين فى الهواء وهو :
"التسنيم عين تجري في الهواء بقدرة الله تعالى ، فتنصب في أواني أهل الجنة على قدر مائها ، فإذا امتلأت أمسك الماء ، فلا تقع منه قطرة على الأرض ، ولا يحتاجون إلى الاستقاء"
وعند البعض عين سماوية تجرى من تحت العرش كما روى :
"قال قتادة ، ابن زيد : بلغنا أنها عين تجري من تحت العرش. وكذا في مراسيل الحسن."
وفى قول أخر سميت بهذا الاسم لأنه أفضل مشروب فى الجنة كما فى القول :
"سميت بالتسنيم لأنها أرفع شراب في الجنة "
وفى التفاسير الشيعية نجد التالى :
11474/ [17]- و عنه: عن محمد بن أحمد الفقيه بن شاذان، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنت عند النبي (ص) جالسا، إذا أقبل علي بن أبي طالب فأدناه، و مسح وجهه ببرده، و قال: «يا أبا الحسن، ألا أبشرك بما بشرني به جبرئيل؟» فقال: «بلى يا رسول الله». قال: «إن في الجنة عينا يقال لها تسنيم، يخرج منها نهران، لو أن بهما سفن الدنيا لجرت، و على شاطئ التسنيم أشجار قضبانها من اللؤلؤ والمرجان الرطب، وحشيشها من الزعفران، على حافتيهما كراسي من نور، عليها أناس جلوس، مكتوب على جباههم بالنور: هؤلاء المؤمنون هؤلاء محبو علي بن أبي طالب "
11473/ [16]- وروي عنه أنه قال: «تسنيم: أشرف شراب في الجنة يشربه محمد وآل محمد صرفا ويمزج لأصحاب اليمين ولسائر أهل الجنة».
"هي أشرف شراب أهل الجنة، يأتيهم من عالي، يسنم عليهم في منازلهم (عينا يشرب بها المقربون). القمي: هم آل محمد عليه السلام قال: (يشربون من تسنيم صرفا وسائر المؤمنين ممزوجا) "
"(وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) ضمير مزاجه يعود الى الرحيق، وهذا الرحيق ممزوج بماء من عين اسمها تسنيم، وانما سميت بذلك لأن ماءها يأتي من العلو، فطابق الاسم المسمى كما قال الشيخ محمد عبده والمقربون هم الأبرار الذين أعد الله لهم ما ذكره من النعيم، والغرض من هذه الآيات الحث والترغيب في الايمان وصالح الأعمال."
وهو مماثل فى البعض للسنية مع اضافات وكلها تصب فى اتجاه مخالف لنص القرآن
التسنيم فى الفقه :
استعمل الفقهاء التسنيم فى معنى :
رفع القبور عن الأرض
وقد اختلفوا فى التعريف فقيل :
رفع القبر عن الأرض مقدار شبر أو أكثر قليلا"
وقيل :
التسنيم أن يجعل أعلى القبر مرتفعا، ويجعل جانباه ممسوحين مسندين، مأخوذ من سنام البعير "
وقد أفتى الفقهاء بالتالى :
استحباب رفع التراب فوق القبر قدر شبر ولا بأس بزيادته عن ذلك قليلا على ما عليه ليعرف أنه قبر، فيتوقى ويترحم على صاحبه
وقد استدلوا على قولهم هذا بأحاديث مثل :
عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع قبره عن الأرض قدر شبر.
وعن القاسم بن محمد قال لعائشة رضي الله عنها:
" اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، فكشفت عن ثلاثة قبور، لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء "
والحديثان بهما جنون الأول رفع النبى(ص) قبره بنفسه فى حياته فكيف يرفعه وهو لم يكن يعلم انه سيدفن فى حجرته بجوار عائشة كما قال تعالى على لسانه :
" ولا ادرى ما يفعل بى "
وقال :
" ولا أعلم الغيب"
وكيف يكون القبر محفورا فى حجرته فى حياته وقد اختلف الصحابة كما تقول الروايات فى طريقة الدفن
والحديث الثانى كون القبور لا مشرفة ولا لاطئة لأنها إما مشرفة وإما لاطئة أى مسطحة فلا وسط بين الاثنين
ومع هذا الاستحباب نجد الفقهاء اختلفوا فى التسنيم والتسطيح فالبعض استحب التسنيم لحديث البخاري عن سفيان التمار:
أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما "
وحديث عن إبراهيم النخعي أنه قال: أخبرني من رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنها مسنمة عليها فلق مدر بيض "
وحديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن جبريل عليه السلام صلى بالملائكة على آدم وجعل قبره مسنما.
وأما من حللوا التسطيح فبنوا رأيهم على :
حديث أن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره مسطحا.
وحديث علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته "
ونجد من تناقض الأحاديث أن فى حديث كانت القبور الثلاثة فى لون أحمر وفى رواية لون أبيض
والمعتاد هو :
أن القبور عندما توضع الجثة فيها لابد أن ترتفع عن مستوى الأرض حولها بمقدار ارتفاع الجثة فيكون القبر مرتفع مقدار شبر أو أكثر عندما يوضع التراب المحفور على الجثة
ونجد الفقهاء استحبوا دفن المسلم فى بلاد الكفار فى قبر مساوى للأرض حتى لا يعرف أو ينبشه الكفار
ونجد فى الأحاديث تحريم ميل رءوس النساء كأسنمة البخت كما فى الحديث التالى
52 - (2128) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ، مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا»رواه مسلم

والمراد فيما يبدو رفع الشعر وربطه فوق الرأس
 
عودة
أعلى