
زادت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إنتاجها من الخام بأعلى وتيرة في أربعة أشهر، في وقتٍ قادت السعودية زيادة في صادرات الشرق الأوسط النفطية بهدف استعادة حصتها السوقية، بحسب مسح أجرته "بلومبرغ".
تقود الرياض شركاءها في تحالف "أوبك+" نحو استئناف سريع للإمدادات، رغم تباطؤ الطلب العالمي واقتراب حدوث فائض في المعروض. تسهم هذه السياسة في زيادة الضغوط على أسعار الخام، في خطوة تُعدُّ مواتيةً للمستهلكين وتنسجم مع تمنيات الرئيس دونالد ترمب.
كما سرّعت السعودية، إلى جانب الإمارات والكويت، وتيرة شحنات النفط خلال يونيو، وسط مخاوف حينها من أن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يهدد تدفق الإمدادات عبر الخليج العربي ومضيق هرمز الحيوي. لكن رغم ذلك، ظلت حركة الملاحة مستقرة دون انقطاع يُذكر.
مسح "بلومبرغ" أظهر أن إنتاج "أوبك" ارتفع في يونيو بمقدار 360 ألف برميل يومياً، ليصل إلى متوسط 28 مليون برميل يومياً. وكانت السعودية مصدر نحو ثلثي هذه الزيادة.
توسيع إنتاج النفط
شهد التحالف الأوسع "أوبك+" تحوّلاً في سياسته خلال الأشهر الأخيرة، من الدفاع عن الأسعار إلى زيادة الإنتاج. حيث وافقت الدول الأعضاء على إعادة إمدادات التخفيضات الطوعية في مايو ويونيو ويوليو بثلاثة أضعاف الوتيرة المقررة سابقاً. ومن المنتظر أن تبحث الدول الأعضاء خلال مؤتمر عبر الفيديو، يُعقد الأحد، زيادة إضافية بحجم 411 ألف برميل يومياً خلال أغسطس.تعكس الزيادة الأخيرة التزاماً أوسع من الدول الأعضاء بتسريع وتيرة الإمدادات، خصوصاً بعد أن أبدت بعض الدول حذراً في مايو الماضي أثناء محاولتها تعويض فترات سابقة من الإنتاج الزائد.
لكن هذا التوسع في المعروض تزامن مع ضعف الطلب في الصين وتدفّق نفطي وفير من الأميركتين، ما ألقى بظلاله على الأسعار. إذ تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" إلى نحو 67 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء، بعد انخفاض بنسبة 12% الأسبوع الماضي مع تراجع المخاوف من تعطل الصادرات بفعل هدنة هشة بين إسرائيل وإيران.
وبيّن مسح "بلومبرغ" أن السعودية رفعت إنتاجها بمقدار 240 ألف برميل يومياً في يونيو ليبلغ 9.37 ملايين برميل، بما يتماشى مع مستهدفها الجديد. كما ساهمت الإمارات والكويت والعراق في زيادة الإنتاج، فحققت أبوظبي ثاني أكبر زيادة شهرية بإضافة 90 ألف برميل يومياً، ليصل إنتاجها إلى 3.4 ملايين برميل. في حين رفع العراق إنتاجه بمقدار 30 ألف برميل يومياً ليبلغ 4.21 ملايين برميل.
أعلى صادرات منذ عامين
تُظهر بيانات "بلومبرغ" أن الإمارات والعراق يضخان كميات تفوق حصتيهما الرسمية ضمن "أوبك+"، بينما تشير تقديرات المنظمة إلى أن مستوياتهما الإنتاجية لا تزال ضمن الالتزامات المعلنة.تنتمي الدولتان إلى مجموعة من الأعضاء الذين تعهدوا بفرض قيود إضافية على الإنتاج تعويضاً عن تجاوزات سابقة. كازاخستان تبقى أكثر الدول ابتعاداً عن حصتها المقررة.
سجلت صادرات السعودية والإمارات والكويت في يونيو قفزة كبيرة، ويُحتمل أن تكون بهدف إعادة تموضع الإمدادات بعيداً عن بؤر التوتر الإقليمي. أظهرت بيانات تتبع ناقلات النفط أن الدول الثلاث شحنت 11.9 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عامين.
الفارق بين الكميات المُنتَجة والمُصدَّرة يشير إلى احتمال استخدام جزء من المخزونات لتلبية الشحنات المتزايدة. يعتمد مسح "بلومبرغ" للإنتاج على بيانات تتبع السفن، ومعلومات من مصادر رسمية، وتقديرات شركات استشارية تشمل "رابيدان إنرجي غروب"، و"إف جي إي"، و"كبلر"، و"ريستاد إنرجي".